الدبلوماسية الاقتصادية الجزائرية… ركيزة استراتيجية لتنويع الاقتصاد وتعزيز الشراكة الدولية
أكد رابح فصيح، مدير ترقية ودعم التبادلات الاقتصادية بوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أن الدبلوماسية الاقتصادية أصبحت أداة رئيسية في تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للإنعاش الاقتصادي وتنويع الصادرات خارج قطاع المحروقات، مشددًا على دورها في استقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة وتعزيز موقع الجزائر في الأسواق الدولية.
وفي حوار خص به صحيفة “أوريزون”، أوضح فصيح أن الدبلوماسية الاقتصادية ترتكز على ثلاث أولويات رئيسية: رفع حجم الصادرات غير النفطية، جذب رؤوس الأموال الأجنبية، ودعم التحول نحو اقتصاد متنوع، وهي أهداف تندرج ضمن الخطة الاقتصادية المعتمدة منذ ندوة أوت 2020 تحت إشراف رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون.
المنتديات الاقتصادية… جسور للتعاون الدولي
وأشار فصيح إلى أن تنظيم منتديات اقتصادية ثنائية مع دول كالبرازيل، السعودية، روسيا، بولندا والتشيك، يُعد وسيلة فعالة لربط المتعاملين الاقتصاديين الجزائريين بنظرائهم الأجانب، بما يسهم في إطلاق مشاريع استثمارية منتجة للثروة وموفرة لمناصب الشغل.
ترسانة قانونية جديدة لدعم مناخ الاستثمار
وفي سياق الإصلاحات الاقتصادية، أبرز المسؤول أن الجزائر اعتمدت منظومة قانونية جديدة لجذب الاستثمار، تتضمن قانون الاستثمار الجديد لعام 2022، وقانون النقد والقرض، إلى جانب قوانين العقار الاقتصادي والصفقات العمومية، بهدف خلق بيئة أعمال جاذبة وشفافة للمستثمرين المحليين والأجانب.
وفيما يتعلق بانفتاح المؤسسات الجزائرية على الأسواق الخارجية، خاصة الإفريقية، أكد فصيح دعم الحكومة لهذا التوجه، لاسيما في مجالات البنية التحتية، والخدمات، وتكنولوجيا الإعلام والاتصال، مع وجود تنظيم مالي من طرف بنك الجزائر لتأطير هذه العمليات، إضافة إلى دراسة سبل تعزيز المرافقة المؤسساتية في هذا الإطار.
إفريقيا في صلب الاستراتيجية الاقتصادية
وشدد فصيح على أن القارة الإفريقية تمثل شريكًا استراتيجيًا وأولوية للدبلوماسية الاقتصادية الجزائرية، حيث تُوجَّه حاليًا نسبة معتبرة من الصادرات غير النفطية نحو الأسواق الإفريقية، التي وصفها بالسوق الواعدة للمنتج الجزائري.
وفي إطار تعزيز الحضور الاقتصادي الإقليمي، تستعد الجزائر لتنظيم الطبعة الـ56 من معرض الجزائر الدولي خلال شهر يونيو الجاري، وسط مشاركة إفريقية واسعة.
كما أعلن فصيح عن استضافة الجزائر للطبعة الرابعة من المعرض التجاري الإفريقي البيني، بالتنسيق مع البنك الإفريقي للتصدير والاستيراد وهيئات الاتحاد الإفريقي، والذي سيُقام بين 4 و10 سبتمبر المقبل، بمشاركة أكثر من 130 دولة، بينها دول من خارج القارة.
نحو تكامل اقتصادي إفريقي أوسع
وختم فصيح بالتأكيد على أهمية هذا الحدث القاري في تعزيز المبادلات التجارية الإفريقية – الإفريقية، ودفع التكامل الاقتصادي بين دول القارة، مشيرًا إلى أنه سيضم جلسات متخصصة لتعزيز الشراكات القطاعية وتوسيع آفاق التعاون الإقليمي والدولي.